لماذا نجح الاخوان فى تركيا و تونس جزئيا و فشلوا فى مصر ؟!

أسبوعان تقريبا تفصلنا عن تلك المظاهرات التى دعت اليها الحركة الثورية و التى تعرف بتمرد ، لا أحد يعرف السيناريو الذى قد يحث حينها و لكن اختلفت التوقعات ، هناك من يعتقد انها ستكون مثل الاتحادية و البعض يرى انه كاى مظاهرة أخرى ( هتعدى ) و البعض يراها اعادة انتاج لى جمعة الغضب .

الا ان ذلك يجعلنا نتسائل لماذا كل هذا الغضب من نظام الاخوان المسلمين ؟!

للرد على ذلك التساؤل لابد و ان نلقى النظرة على طبيعة الاخوان المسلمين كجماعة منتشرة فى دول عدة و متمركزه على سدة الحكم فى بعضها و نلقى نظرة أخرى على مصر و طبيعة الحياه فيها .
الاخوان المسلمون جماعة انشأت منذ ثمانون عاما بغرض أعادة بناء دولة الاسلام و لتحقيق النصره له كما كان فى السابق منذ الف عام ، نجحت تلك الجماعة بالرغم من تعرضها للاضهاد ان تتشعب دعوتها و تنتقل الى دول عدة بل و تشارك فى العديد من الثورات بالمنطقة و لاسيما ثورات الربيع العربى الامر الذى يدفع البعض الى الاعتقاد بان لديهم المقدرة على تحقيق هدفهم مما دفع العديدين الى اختيارهم ليجلسوا على سدة الحكم .


حزب التنمية و العدالة الاخوانى فى تركيا
الا ان بجلوس الاخوان على كرسى الحكم فى العديد من الدول أظهرهم على عكس ما كان يعتقده الاخرون عنهم ، فبالرغم من نجاحهم فى تركيا ذلك النجاح الذى المع شعارهم فى عيون الكثيرين الا ان المظاهرات الداعية الى اسقاط حكومة اردوغان تثبت عكس ذلك ، فالنظام السلطوى للاخوان المعروف بالسمع و الطاعة جعلهم يضيقون الخناق على مفهوم الحرية العلمانى الذى زرعه اتاتورك الامر الذى دفع العديد من القيادات العلمانية و بعض المؤيدين لها الى الخروج عليهم و المطالبة بالرحيل ، و بالتالى فان نجاحهم بتركيا ليس كاملا فالبعض فضل الحرية على الحياه الكريمة .


الاخوان المسلمون فى تونس

و بالنظر للوضع فى تونس نجد ان الامور هناك شبه مستقرة فالبرغم من الصراع الواضح بين السلفية و أفكار الحبيب بورقيبة و التى يعتبرها التوانسة الصورة الحقيقة للهوية التونسية لما فيها من الحداثة على النمط الغربى .
فالاخوان فى تونس و زعيمهم الغنوشى استطاعوا ان ينقذوا تونس من وحل السقوط الاقتصادى الا انهم لم يجعلوها تلك الخضراء التى يعرفها الجميع كما انهم استطاعوا تحقيق الامن الشرطى و لكن ليس بتلك الصورة المعروفة سلفا قبل الثورة التونسية فمازلت هناك مظاهرات عارمة تحدث و هجمات اصولية و الاغرب متظاهرات فيمن و خلعهن لملابسهن على العامة ، الامر الذى معه يدل على عدم القدرة على تحقيق ما كانوا يدعوا له خلال الثمانون عاما الماضية .
الذراع السياسة للاخوان فى مصر

و بالنظر لمصر فان الوضع يختلف عن تونس و تركيا فمصر عانت الويلات بعد 23 يوليو فلم تحقق نجاحا ملموسا كما كان متوقعا و يكاد يكون أخر ثلاثون عاما مضت هى من أسوء ما مرت به مصر فى تاريخها .
فالمجتمع المصر تعاقبت عليه العديد من الايدلوجيات و الافكار التى جعلت منه مشتتا تماما و منقسما على نفسه فالاشتركية منذ عهد عبد الناصر و رأسمالية السادات و من ثم صحوة الاسلاميين و الجمود الرهيب فى عهد مبارك الذى اصاب المصريين على كافة المستويات مما جعله مدمرا تدميرا تاما من كافة النواحى الاقتصادية و الاجتماعية فاصبح من الصعب النهوض به الا بعد القيام بعملية تطهير شاملة للعقل المصرى و اعادة صب الفكرة الصالحة بعقله مرة اخرى .
فالفساد المنتشر من ناحية و كذلك الجمود من ناحية أخرى داخل المجتمع المصرى يعد من الاسباب الرئيسة لفشل نظام الاخوان بجانب ايضا تخبط الجماعة فى ادارة البلاد الامر الذى معه يصعب تحقيق اى تقدم فى اى مجال داخل الدولة .
فالجماعه فى تونس و تركيا لا تواجه تلك الكمية المفرطة من الفساد  الذى تعيشه مصر ، فبمجرد محاولة بسيطة لحل مشكلة و لا سيما المشكلات الاساسية كاسلع التموينية و البنزين يصيبها بالفشل بسبب انتشار الفساد بين الادارات الداخلية للوزارات القائمة على ذلك ، فالشعب المصرى الان غير مستعد الى اى تغير يطرأ عليه حتى و ان كان فى صالحه .
جماعة الاخوان المسلمون

الخلاصة :-
ان فشل الجماعة فى مصر و الداعى لمظاهرات 30/6/2013 لا يتوقف فقد على سوء ادارة البلاد و انما أيضا عدم استعداد المواطن المصرى للتغير و العمل على بناء نهضة حقيقية و ليست مزعومة ببرنامج انتخابى فالمصرى مازال منتظرا لسوبر مان حتى ينقذه مما هو فيه مع العلم ان الخارق لا يظهر من شعب يتفشى فيه مرض الفساد حتى و ان كان الخارق يرتدى العمامة و يمسك بالسبحة .
اما تونس و تركيا فلا يسعنى القول أكثر مما قاله نعوم تشيومسكى ان جماعة الاخوان المسلمين ترغب فى تطبيق الشريعة و لا تعرف كيف .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شروق و غروب

آخر ما حرف فى التواره

أسلوب حياة