أسلوب حياة
فى عالم الأبيض و الأسود أخرج لنا العبقرى الفنان فؤاد المهندس أعجوبة عصره والفن الراقى أرض النفاق معبراً بذلك عن حال المجتمعات فى كل الازمان حيث يسود النفاق محل الصدق والكراهية بديلاً للحب ويصبح التحلى بالشجاعة والمرؤة أمراً غير مرغوباً فيه منفراً لمن حولك و مُستغل من قبلهم.
فيا للعجب الجميع يحتاج للنفاق بل وحتى الآلهة تعشق النفاق يجب أن تعاملها بنفاق، فالذى يرضي أن تُعامل عباده بنفاق وأن تعيش فى وسطهم منافقاً وأن يكون منهجك معهم و تعاملك اليومى اساسه النفاق فهو حتماً اله يعشق النفاق وأساساً لدينه و رسالاته.
يقول المتدينون إن لم تصلى فأنه يحق عليك غصب الاله و يحق له منعك من الرزق وحلاوته ويحق له التفنن بجميع السبل فى اذلالك وتعذيبك دنيا واخره!!
فمجرد تأدية بصع حركات كفيله أن توجه الدفة الالهية للرضا عنك وأن يكون لك نصيباً من أنهار الفردوس المحلاه بالعسل واللبن والخمر والمزينة بالنسوة الابكار والولدان المخلدون فلا يكفى العشق وحده ولا الحب وحده ولا ايمانك بالسلام وكرهك للنفاق والمنافقين.
فحتى أهلك يجب أن تنافقهم وتكدب عليهم لكى تحمى اختيارك، فلا مجال للتجربة هنا والتعلم وتحصيل المكسب ومفاداة الخسارة، ويجب عليك مصادقة المنافقين لكى تصل لمبتغاك فيكون صانع "الواسطة" صديقك و رب عملك صديقك!! نعم يا سادة إنهيار كامل لمفهوم العلاقات لدى هذا المجتمع وإخفاق تام للتميز بينهم وكأنك تتعامل مع عناصر فاقدة للأهلية عديمة التمييز.
أنا حقاً لا أعلم هل هو نظام عام تتعامل به جميع مخلوقات هذا الكوكب أم الآمر قاصراً على البشر فقط أم أنها ميزة تتمتع به المملكة الحيوانية جمعاء لكى تصل لمبتغاهاأم أن هذة الأرض التى نحيا عليها و يسمونها الوطن هى فقط ما تنتهجه كأسلوب حياة لمجتمعها و نبراساً لهم؟؟
كل ما أعلمه الآن هو أننى يجب أن أعلن وفاة الأخلاق فقد مات الحب و لعدل وما يمثلهما ومات الايخاء والمساواه وما يمثلهما وانتحر الصدق و ولد الكدب وتناسل، و إن كان دلك الاعلان قد تأخر قليللاً لا سيما وأننى قد عبرت عامى الواحد و الثلاثون إلا أنه كان يجب أن أصدق من ذى قبل أن العالم قاسياً إلى حد عظيم ولا يجوز معه التسامح.

تعليقات
إرسال تعليق