نظرة على الوضع فى تركيا
ان ما يحدث ببلاد العثمانيين يجعلنا أمام تساؤلات هامة .... ما الذى يحدث فى تركيا ؟ و ما سبب ذلك ؟ و للاجابة عن هذا التساؤل لابد من ايضاح و تفسير حقيقة الوضع التركى منذ قيام ثورة اتاتورك و حتى وصل اردوغان للحكم .
بالمختصر المفيد أحد ضباط الجيش التركى و يدعى ( مصطفى كمال اتاتور ) قام بثورة و الغى نظام الخلافة و اعلن علمانية الدولة ، فما أثر ذلك على المجتمع التركى ؟!
كما قرأنا فى كتب التاريخ ان المجتمع تغير شكله تماما ثقافيا و اجتماعيا الا انه احتفظ بكينونته الدينية الاسلامية داخله و حاولت عدد من الحركات الاسلامية الوصل للسلطة مرتدين لباس الليبرالية المحافظة نظرا لمنع انشاء أحزاب على مستوى دينى بل مواجهة اى شكل دينى للدولة ، الا ان ذلك وجه بعنف شديد و أكثر مثال على ذلك رئيس الوزراء التركى ( عدنان مندريس ) الذى اعاد تدريس الدين الاسلامى و اللغة العربية للمدارس و اعاد الاذان بالعربية مرة أخرى ، حيث انه وجه بشدة و عنف فقام الجنرال ( جمال جو رسل ) بانقلاب وشنق عدنان مندريس و رفاقه .
اذن هل ما يحدث فى تركيا الان صراع ( اسلامى - علمانى ) كما هو الحال فى دول الربيع العربى ?!
للاجابة على هذا التساؤل نلقى نظرة على فترة حكم رئيس الوزراء التركى الحالى ( رجب طيب أردوغان ) و هى بأختصار شديد فترة تتميز و حتى الان باظهار نمط الحضارة فى تركيا فاذدهرت الصناعات و سددت الديون و نمو الحالة الاقتصادية للفرد و للمجتمع ككل حت ان اسطنبول سميت فى عهده عاصمة الثقافة الاوروبية ، الا انها تميزت بحدوث بعض الصراعات على المستوى السياسى بينه و بين خصومه ، فقد أطاح اردوغان بخصومه من العسكر و ايضا صدور القانون رقم 301 و الذى ترتب عليه حبس العديد من الصحفيين الامر الذى جعل تركيا تسجل أكبر دولة تكتم فيها الرأى الاعلامى و قد برر اردوغان ذلك بأن الاعلام فى بلاده غير محايدا ( يشبه مايحدث الان بمصر ) .
اذن خصوم اردوغان قد مسهم جنون الغيرة من نجاحاته و استغلوا الموقف ضده و بالتالى فالامر ليس له علاقة بمرجعية اردوغان الاسلامية الا ان تلك الاخيرة غير مستبعدة على الاطلاق فما يحدث الان أشبه بما حدث البارحة فخروج الجيش على عدنان مندريس كان سببه خلفيته الاسلامية الا ان الفرق بين الامرين أن المدنيين و ليست مؤسسات الدولة هى من خرج على اردوغان و الحجة على هذا قانون البناء الذى أصدره .
فى النهاية الامر بالنسبة لى شديد الغرابة لا أستطيع الجزم أن الصراع بين مرجعيتين و لا يمكننى حسم الامر أن الشعب قد فاض به الكيل بسبب سياسة أردوغان الدكتاتورية و لكن ان دل ذلك على شىء فانه يدل على مدى وسع الفجوة بين الغرب و الشرق و بين الاحزاب المصرية و العربية التى استغلت الموقف بقذارة الامر الذى يجعلنا لا نبتشر بالخير فى القريب العاجل .

تعليقات
إرسال تعليق