الاسلاميون من المريخ و العلمانيون من الزهرة

تخيل نفسك انك استيقظت فجأة فى الصباح و خرجت الى الشرفة لتخاطب الشمس كعادتك و حال لسانك يقول " يا فتاح يا عليم " ثم نظرت الى الشارع اسفل فوجد كائنات من المريخ و أخرون من الزهرة ، فنظرت لاشكالهم فوجدهم يشبهونك فى شكلك الادمى و يبتسمون لك و يطلبون منك قبولهم على كوكبك الارض .
و بعد مرور عامين فوجئت بانهم يطالبون بحقهم فى السيادة و اعتبارهم مواطنون عاديون و من الدرجة الاولى بل انهم يصنعون وقفات احتجاجية امام السجل المدنى و يطالبون ببطاقات الرقم القومى لسكان كوكب الارض و الاغرب من ذلك ان سكان الكوكب الاصلى " البشر " منهم من هو مؤيد و معارض .
طبعا عزيزى القارىء انك الان تتخيل ان كاتب هذا الكلام ليس سوى شخص يعانى الفراغ و لكننى مع الاسف اصدمك انا اعمل طوال اليوم و ليس عندى وقت للنظر بالمراه ، و لكن ما اكتبه هو صحيح فقد استيقظت صباحا لاجد دعاة المدنية و الثيقراطية مقسمون اهل وطنى الى فريقين لو اجتمعا على ارض واحد يكاد يفتك كل فريق بالاخر ، فمن كان يظن ان القوى المدنية و الدينية فى مصر تتعارك من اجل مصلحة فهو بالتأكيد اما مغيب او احمق فالامر لا يتعدى سوى صراع للايدلوجيات لا انزل الله بها من سلطان فهو وليدة العقد الفكرية لدى البشر اعتنقها بعض الناس لرغبتهم فقط الجلوس فى مقاعد الصفوة او ركوب عربات الدرجة الاولى بالقطار دون الاخذ فى الاعتبار ان مكانهم ليس فقط فى الدرجة الثالثة و انما فى غرفة القيادة يتواصلوا باللاسلكى مع ركاب القطار ، فبدلا من التعاون و اخذ موقف موحد تفرغوا للانقسام و المشاحنة .
 فها هم دعاه الدين يدعون لتطبيق الشريعة و سلوكهم بعيد كل البعد عنها ففى مجالس الوعظ و خطب الجمعة تجدهم يدعون لوحدة الامة و ان دم المسلم على المسلم حرام و ان المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا ثم يخرجون للعالم الخارجى مرتدون زى الثورة و لكن ليس للمطالبه بالحقوق و الوقوف من اجل كلمة الحق و انما للنيل من اخوانهم بل و قد يصل الامر للنيل ممن كانوا يسمعون وعظهم .
اما الفريق الاخر المرتدى للمدنية كقناع له و يخفى تحتها اسلحته الفتاكة و كانه عميلا متخفيا دوره الاغتيال فهم دائما يصرخون بصوت الحرية و كانهم مكلفون بالتبشير بها يكاد يجبر المصرى منا على الاستماع له بل و يصفه بالجاهل اذا ما اقتنع برايه و عارضه فهو المتنور و المتحضر و هو فى الحقيقة اجهل الناس فهو دائما يفكر برعونه و خارج السياق الاجتماعى و كانه لا يعيش على ارض واقعنا الاليم يرغب فى تقديم الحرية و لكن بشروط هو ان تكون مملوكا له يستخدمك وقتما يشاء فانت معه تشعر بالحرية و لكنك فى الحقيقة ترس باله ، فهو دائم التدخل بحياة الاخرين و متهكم لى اسلوبهم يعشق تفصيلها يشير لك بالمواطن "س" او "ص" فانت المجهول بالنسبة له فانت لست سوى مجرد " سبوبة " لمعارضة الطرف الاول .
ذلك هو المشهد بالتحديد للتحرير و الاتحادية تلك هى الحقيقة المفزعة و التى لا يرغب العديدون فى تصديقها فكلا الداعيين للمشهدين انت ايها القارىء من منحتهم حق الظهور انت من منحتهم حق الاستيطان فمهم لم يخدعوك بل انت من سمح لهم بخداعك فسلمت امرك لهم التزمت الصمت تابعت اخبارهم اكتفيت بالجلوس اما شاشة التلفاز التى يحتكرونها فانا ادعوك يا صديقى الى غلق شاشة التلفاز و العودة للواقع انزل الى شارع لا لتهلل و تصرخ و لكن لتبنى الامجاد فحين تداعب انت الشمس فى الصباح يجب ان يكون هدفك هو البناء فكن اصم لا تسمع سوى صوت عقلك فانت حقا تمتلك عقلا بشريا يجب ان تكون فخورا لاستخدامه فهو صتاعة وطنية و كف عن شراء منتجات اهل المريخ و الزهراء اشترى فقد منتج صنع على كوكب الارض .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شروق و غروب

آخر ما حرف فى التواره

أسلوب حياة