الكــــــــافرون بالحــــــــرية
ارهقتنى كثيرا هذه المقالة فلم استطيع ان اجد من اين البداية و عن اى شىء ساكتب ، هل عما نراه بحياتنا اليومية بوسائل الاعلام ام فى الطرقات اثناء السير ، و هل يمكن تطبيق فكرة المطلق فمن الصعب جدا تطبيقها بل انها فكرة غير موجودة و محاولة تحقيقها اشبه بالمستحيل .
عندها قررت ان ابدأ كتابة مقالتى باسلوب جديد فلن تكون هذه المرة مجرد كلمات على مدونة الكترونية بل انها ستكون مبحثا حول سلوك البشر تجاه تلك الحرية بمختلف عقائدهم الدينية و اتجهاتهم السياسية و تنظيمهم الاجتماعى سواء كانوا "عرب" او "غرب" .
لذلك قررت اقسم تلك المقالة لثلاثة مباحث :
المبحث الاول : حرية الاعتقاد الدينى
المبحث الثانى : نظام الاسرة الابويه
المبحث الثالث : صراع الايدلوجيات
المبحث الاول : حرية الاعتقاد الدينى
المبحث الثانى : نظام الاسرة الابويه
المبحث الثالث : صراع الايدلوجيات
المبحث الاول : حرية الاعتقاد الدينى
يعد ذلك المبحث من اكثر الملفات الشائكة التى يتجه اليها العقل البشرى بالسؤال ، فالعقل البشرى اما ان يقوم بدور الناقد دائما و حينها يتحول الانسان الى السفسطائى الذى لا يعرف سوى المجادلة ، او ان يقوم العقل بدور الرائد ليتحول الانسان الى سفينة قبطانها العقل .
الا ان ذلك الدور الاخير يعد اخطر من الدور السابق ، فالعقل الرائد اما ان يستمد ريادته من المحيط الكائن به الانسان من معتقدات و افكار ، و اما ان يكون مستمدا لريادته بعد عناء طويل أفنى فيه الانسان عمره بالتفكير و تخطى دور الناقد و لم يستسلم له و كون معتقدات الفرد و اصبح هو المدير لسلوكه و تصرفاته و هنا تكمن المشكلة عند مواجهة المجتمع ، و فى ذلك فرعان :-
الفرع الاول : العرب فى ذلك المبحث :
بالنظر لحرية الاعتقاد عند العرب فاننا نجدها متدنية للغاية بل تكاد تكون معدومة و عند نظر الباحثون لهذه المشكلة فانهم يتوقفون عن طبيعة الاجتماعية عند العرب و يعن ذلك مواجهة الفرد للجماعة و عصبية تلك الاخيرة تجاه معتقداتها .
لا يمكن انكار ان ذلك يعد سببا رئيسيا يؤثر على تعايش الفرد داخل الجماعة فى حالة اختياره لمعتقد يخالف المعتقد الرسمى للجماعة مما يدفعنا ذلك للتساؤل ... لماذا ذلك التصرف تجاه الفرد من قبل الجماعة "و هو الرفض" ؟!
من خلال بحثى وجد ان الامر هنا سببه لا يقوم فقط على نظام الاسرة الابوية و أرتباط الجماعة ببعضها و خوفها من التفكك ، و انما ايضا اسلوب التفكير و مقدار تحمل العقل العربى لهذه الفكرة .
فقد يعتقد البعض ان عقل العرب خاويا لا يحوى سوى الفراغ ، و لكنه فى الحقيقة عقلا رائدا يمتلك الريادة على الانسان العربى و يتحكم فى كافة تصرفاته ، الا ان سر ريادته يكمن فى عدم الرغبة فى التفكير و يكتفى بالنقل من المحيط الكائن به حتى و ان حاول التفكير فانه يستسلم للافكار الاخرى التى يجدها غريبة عن مجتمعه دون ان يتمهل قليلا فلا ينتقدها او يفسرها بل انه ياخذها على شاكلتها بل احيانا يصل الامر الى حد الاقتتال مع جماعته من اجلها دون ان ينظر او يعى ما اذا كانت ضارة به شخصيا .
و نجد هذا جليا عند المفكرين العرب و خاصة الناطقين بالعلمانية فهم لا يعوا ما يقرئوه و يكتفوا بقشريات الامور و صراعهم من اجل ذلك مع جماعتهم و الذى لا يكون الا من اجل اهوائهم الفردية لا من اجل انقاذ الجماعة و التى من المفروض ان سبب خروجهم عنها هو بطلان اعتقاد تلك الجماعة و الذى يجعلهم من وجهة نظرهم يسلكون دربا خاطئ سيؤدى فى النهاية الى هلاك الجماعة و تاخرها .
اذا فالامر هنا لا يعد تطبيقا للحرية ، فحرية الاعتقاد هى ان يكون الفرد حرا فيما يعتقد و يؤمن و ان يوجه ذلك فى مصلحة الجماعة دون فرض ذلك عليها او السخرية من معتقداتها و فى المقابل تحترم الجماعة حرية الفرد حتى و ان نبذت معتقده فلا يجوز لها ان تنبذ الفرد او تحاول التخلص منه .
فاذا ما حدث عكس هاتين الحالتين بالنسبة للفرد و الجماعة فاننا نكون امام حالة كفر بالحرية و لما فى ذلك من انتشار بالشرق الاوسط فان الشرق اوسطيون يعدوا كافرون بالحرية مما يترتب على ذلك بطلان كلا المعتقدين "الجماعة و الفرد" و ان كانا صحيحين و العيش الدائم فى حالة نزاع لا نهاية لها و لن يؤدى ذلك بالنهاية الى النعيم و انما سيكون خلودا بالجحيم .
الفرع الثانى : الغرب فى ذلك المبحث :
يعتقد الكثيرون ان العالم الاول يتمتع بقدر كبير من الحريات بل يعتقد انه يؤمن باطلاقها بلا قيود ، لكن الحقيقة ان الامر لا يختلف عن العرب الا فى الطريقة المتبعة لقمع تلك الحرية .
فالعقل الغربى رائدا و ناقدا فى ذات الوقت ، فريادته مستوحاه من نقده لفكرة المسلم به مما يجعلنا ذلك نتسال عن طبيعة المسلم به عند الغرب؟!
و بالبحث و التدقيق نجد ان الاجابة عن ذاك التساؤل تكمن فى التركيب الايدلوجى الاجتماعى لذلك المجتمع ، فهو يرفض كل ما يعطل مصالحه المادية التى يراها عقله ، فاذا كان المسلم به سليما لا يشوبه عيب و لكن تعارض مع مصلحته التى يراها عقله الغربى انها ذات منفعة له عندها ينتقد العقل الغربى المسلمة و يبدا فى اتباع دور الرائد ليوجه الانسان الى تحقيق المصلحة و ذلك بسبل جديدة كليا اذا ما نظر اليها تجدها عقلانية احيانا فهى تتمتع بطابع مادى ملموس اضاف عليها تلك الصفة العقلانية ، فالعقل هنا يسخر كافة الادوات اللازمة لتحقيق المصلحة ، الا ان فى ذلك خدعة كبيرة فيظن الانسان الغربى ان عقله هو الرائد و لكن الحقيقة الريادة هنا للحاجة التى دفعته لخلق النظام و الحضارة الملموسة ، فالغربى ليس ذاك التقدمى و انما هو صورة مطورة من انسان ما قبل التاريخ الذى يعيش على الجمع و الالتقاط ، و سوف اعطى مثالا توضيحيا لذلك :
( نحن نسمع يوميا عن ما يسمى تغير العقيدة فى الغرب و بكل حرية فهناك من يتجه للالحاد و هناك من يتجه للاسلام و كلاهما لا يناسب الجماعة ، فلماذا اذا تسمح الجماعة للفرد بذلك؟!
الاجابة عن هذا التساؤل يكون بالبحث فى الاعتقادين نفسيهما ، فالاسلام حضارة أنارت العالم لالف سنة مضت فى الوقت نفسه الذى عاشت فيه اوروبا فى ظلام دامس لا يعرف النور سوى ضياء الصباح المغطى بالغيوم و بالتالى فان فى ذلك مصلحة كبيرة للغرب ، ذاك الامر بالنسبة للالحاد فان اسلوب التعبير عنه و تبريره اصبح يمس جوانب حضارية كثيرة فهو اشبه بفلسفة اليونان القديمة و التى صنعت حضارة الغرب قبل المسيحية الا انه يختلف عن تلك الفلسفة فى انه يعد فكرا سفسطائيا يقوم على النقد الدائم لكل مسلمة و عليه يجب دائما ان يعيش الملحد التجربة ايا كانت فهو فكر يخلق الحاجة لكنه لا يشبعها و يهدم كل معنوى و يحوله لمادى و لكى تتحقق من وجود ذلك المعنوى عليك استخدام الاسلوب المادى فايمانك وحده لا يكفى و عندها فانك تقوم بالمستحيل حتى تصل لليقين ، و هنا تبدأ المخيلة البشرية بالعمل فتظهر الاختراعات مما ينعكس ذلك على الجماعة بالايجاب و عندها تسمح للفرد "بالكفر" لما يتراء للجماعة من مصلحة ذلك دون النظر الى ما سيوصل ذلك بالنهاية ، فكثير من الاختراعات اصبحت نكبة على البشر فلقد استيقظ الجميع فى القرن المنصرم على كوارث و امراض لم يسمع عنها من قبل و على خسارة طبقة الاوزون و ارتفاع مستوى التلوث عن الحد الطبيعى و ازمات اقتصادية اطاحت بدول باكملها و على حروب لازالت قائمة و تستنزف طاقة هذا الكوكب ) .
و عليه - و بناء على ما سبق فاننا ايضا نواجه حالة من الكفر بالحرية ، فالحرية هنا استغلت لتحقيق مصالح لا اكثر لا لتحقيق العدل و المساواه لا لانشاء نظام انسانى لاسلطوى يحتوى على الاحترام المتبادل يجعل الانسان مستحقا لحمل الامانة التى منحها الله له مما يترتب على حالة الكفر بالحرية هذه كفرا بالخالق نفسه و ليعاذ بالله .
المبحث الثانى : نظام الاسرة الابوية
يعد ذلك المبحث حديث نسبيا و خاصة عند العرب و ذلك بعد اصتدامهم بحياة الغرب فى شتى المجالات ، فالفرد العربى أصبح يبحث عن الاستقلال عن نظام الاسرة المفروض عليه بواقع التاريخ و الايدلوجية الغالبة .
و يقصد بذلك النظام هو اعتماد نظام الاسرة كاساس للتنظيم الاجتماعى بمعنى ان المجتمع يستمد كافة قوانينه الحاكمة من النظام الحاكم للاسره .
و لما كان ذلك النظام قديما قائما على صلة القرابة بين الافراد فان ذاك النظام هو المعبر عن المعتقدات و الافكار التى يتشاركها الافراد المكونين لهذه الاسرة ، فالاب هو رئيس الاسرة و المتحكم فى افرادها ، و بالتالى فان كافة الايدلوجيات الخاصة به هى معتقدات الاسرة اتها و من الصعب جدا على اى فرد من افراد الاسرة الاستغناء عنها .
الفرع الاول : مدى تأثير المبحث عند العرب :
تعد الشعوب العربية من اكثر تلك الشعوب تمسكا بذلك النظام و يجعله هو المصدر لكافة تشريعاته فتقليد الاسرة المتبع من قبل أفرادها هو ذلك التقليد الاجتماعى العام الذى يحكم الشعوب العربية ، فبالرغم من افتراق الشعوب العربية و انتشار العديد من الايدلوجيات داخل الجماعة الواحدة الا ان نظام الاسرة الابوية هو نظاما مقدسا و اى محاولة للخروج عنه يواجه من قبل المجتمع بشدة مفرطة .
فمثلا ان كنت شابا مصريا و لديك فكرا مغايرا لما نشأت عليه داخل الاسرة فان اى محاوله للتعبير عن تلك الافكار التى اعتنقتها فان اقل ما ستواجهه هى السخرية من الاسرة و افرادها ثم الاصدقاء ثم الزملاء و هكذا امام كل شخص طبع على عقله ذلك المعتقد السائد داخل الاسرة مما يددفع ذلك الى قيامك ايها الشاب الى صناعة الثورة داخل نفسه اولا ثم على النظام الابوى و ذلك من اجل افكاره بل قد يصل الامر الى محاولة فرضها بالقوة على افراد الجماعة مما يولد ذلك الانانية لدى الافراد و تصبح الاسرة مفككة و ان كان ظاهرها مترابطا و بهذا نصبح امام حالة من النفاق الاجتماعى الذى سيؤدى بالضرورة لخلق مجتمع باطنه فاسد و ظاهره فاضل ، مما يؤثر ذلك على سير الفرد داجل المجتمع فتصبح كل محاولاته للانتاج مدمرة و الفاعل هو المجتمع الابوى .
و عليه فاننا نكون بهذا امام حالة من الكفر بالحرية و ذلك اذا تم الاعتماد على ان الاسرة الابويه هى اساس المجتمع و ليس الفرد فلابد من اعتماد الفرد ، فالفرد هو المكون الرئيسى للجماعة فهو اساس موضع اللبنة .
الفرع الثانى : مدى تأثير المبحث عند الغرب :
الغاية لدى الغرب فى الاستغناء عن ذلك النظام مفاده عدم فرض الايدلوجية التربيويه من قبل رب الاسرة على اباؤه و ذلك بعد بلوغهم سنا معينا يكون الفرد قادرا فيه على تولى المسئولية بنفسه دون الحاجة لرب الاسرة .
الا ان التخلى الكلى من قبل المجتمعات الغربية عن هذا النظام خلق مجتمعات اخرى مصغرة تم تهميشها اما بصفة جزئية او كلية بالرغم من امتلاك تلك الدول لكافة الامكانيات ، و يعد اكثر الامثلة لذلك عالم المراهقين و الذى يعد اهماله صناعة لقنبلة موقوتة داخل المجتمع الغربى و ايضا العربى فكم من جريمة ترتكب و مرتكبها مراهق .
و عليه فان قيام المجتمع الغربى بالاستبعاد الكلى لذلك النظام يخلق فردا مفتقرا للقيم الاجتماعية ، و ايضا يخلق منه شخصا متمردا فبالرغم من استطاعة تلك الدول ان تستفيد من ذلك التمرد بتوجيهه للصالح العام و استغلال تلك القدرات لصناعة شخصا مسئولا ، الا انهم خلقوا تجويفا بين الفرد و الجماعة فاصبح ولاء الفرد لنفسه أكبر من ولائه للمجتمع فاصبح الفرد انانيا متمعا برزيلة الانانية و حب الذات و بهذا نكون امام حالة من حالات الكفر بالحرية حين تغلب مصلحة الفرد على الجماعة ، فالافضل اناء جيل حر يساعد على تطوير القديم و ابتكار الجديد منه دون استعلاء على القيم العليا للجماعة .
المبحث الثالث : صراع الايدلوجيات
و فى هذا المبحث سنتناول هذا الصراع و لكن منذ بداية التسعينات و حتى الان و هوما يطلق عليه صراع الغرب و الاسلام و ما ترتب على ذلك الصراع من نتائج و خاصة ما تشهده ساحة ما يسمى بثورات الربيع العربى و الاسلاموفوبيا لدى الغرب .
الفرع الاول : ثورات الربيع العربى :
امتازت تلك الانتفاضات فى بداية الامر بانها كمن قام على قلب رجل واحد و ان كان عنوانها هو عدم وجود قائدا لها بل كانت الشعوب العربية هى القائد بمختلف التوجهات الدينية و العرقية و دون نظر للفارق بين ذكر و انثى أو متدين و كافر .
الا انه و بعد الاطاحة بالحكام السابقين ظهر فيروس خطير و هو الصراع حول ما هى الايدلوجية المطبقة فظهر ما يسمى بالتيار السياسى الدينى أو التيار ذو الاتجاه اليمينى ( الاسلام السياسى ) و الذى يمثله الاخوان المسلمون الذى استطاعوا الوصول للحكم فى اغلبية دول الربيع و معاوينيهم السلفيون و ظهر ايضا التيار الليبرالى ( العلمانى ) و المستمدون لافكارهم من الغرب و هناك ايضا و بعد غياب التيار اليسارى ( الشيوعى ) و الذى كانت نواته فى الشرق الاوسط انقلاب 23 يوليو بقيادة الضباط الاحرار و الذى تبنى الاشتراكية عنوان لادارته .
و تعد دول الربيع العربى من أكثر المناطق حرارة لما فيها من صراعات المرجعيات ؛
ففى مصر :
منذ تولى الاخوان المسلمين مقاليد الحكم متمثلين فى مرشحهم د/ محمد مرسى فلم تهدأ الامور السياسية فى مصر كما كان متوقعا فى حالة انتخاب رئيس ، بل ذات الامر حدة من قبل المعارضة و التى تمثلت فى اكبر كتلتين الكتلة الاشتراكية بزعامة السيد/ حمدين صباحى و الكتلة الليبرالية بزعامة د/ محمد البرادعى و شباب الثورة من مختلف الاتجاهات .
فعمل الاخوان على نشر فكرهم باستخدام التجريح و التشويه فى اصحاب الايدلوجيات الاخرى و وصفهم لهم بالكفار الخارجين عن الملة الاسلامية و انه يجب على المسلم الا ينصاع وراء اصحاب الافكار الاخرى غير تلك النابعة من العقيدة او من الاقطاب الاسلامية حتى انتهى الامر بعزلهم فى 30/6/2013 .
و فى الوقت ذاته لعب الليبراليين على وتر الجهل و العنصرية المتفشى بالبلاد و ان الاسلاميين هم سبب هذا البلاء منذ اعادتهم للحياه السياسية مرة اخرى فى منتصف السبعينات ، الا انهم لم يراعوا ان فى دعواتهم للحرية انهم ايضاً يحرضون على العنصرية و اقصاء فريق سياسى هام ذو تاثير قوى ليس فقط بمصر و انما بالمنطقة العربية بأسرها و ان الليبرالية لا تتوقف على حد الحرية الفردية بل هى نظام متكامل يدعوا لحرية المجتمع فى الابداع النافع و الاختراعات المفيدة و التحرر من اى كيان اقتصادى معادى و قيام الدولة على أسس رأسمالية لا تستعبد البشر و انشاء لعقد اجتماعى يضمن للفرد حقوقه فى مواجهة الجماعة و يضمن للجماعة تحقيق الفرد لاهدافها التنموية للاستمرار فى مرتبة الارتقاء و التقدمية .
و لعبت الاشتراكية على وتر الناصرية و تاريخ الرئيس/ جمال عبد الناصر و ما حققه من نجاحات و خاصة القومية العربية و المساواه بين الاقطاعى و الفلاح بقانون الاصلاح الزراعى الا انهم لم يفعلوا شيئا يذكر سوى الكلام و كثرت اخطائهم مما جعل الناس تنفض جزئيا من حولهم الا من رحم ربى كالاشتراكيين الثوريين الذين مازالوا على العهد سائرون .
الامر فى مصر الان اصبح مبهماً و ان كنت انا اراه هكذا من قبل فلم ننال من ذلك الصراع سوى الانقسام لمؤيدين و معارضين و انتهى الامر بعزل و اقصاء فريق سياسى قوى لندخل مرة اخرى فى سلسة يبدو انه لا نهاية لها فى الصراع بين فريق يلعب دور المظلوم و اخر الظالم مع ان كلا الفريقين ظالمين لا يهتمون بالمواطن العادى فهم لا يؤمنون سوى بنجاح مرجعياتهم على حساب الاخر .
فى تونس :
بعد زوال حكم بن على اشتد الصراع بين الاسلاميين الرديكاليين و العلمانيين و الاشتراكيين حاملين افكار الحبيب بورقيبة فوصل الامر الى حمل بعض الاسلاميين السلاح فى مواجهة المواطن العادى و قام العلمانيين بمظاهرات عدة لمواجهة صمت الدولة و المسيطر عليها اخوان تونس المتمثلة بحركة النهضة و رئيسها راشد الغنوشى .
كما قامت العديد من الحركات التحررية بالعديد من الوقفات و يعد ابرزها الناشطة امينة السبوعى عضوة منظمة فيمن و التى انفصلت عنها لمعادات المنظمة للاسلام ، و يعد احدث ما تقوم به تونس الان هى دعوة التمرد المشابهة لتلك التى حدثت بمصر و اطاحت بحكم الاخوان .
فى سوريا :
وصل الامر لحدته بل عبر كافة الخطوط الحمراء فاقتتل اهل الوطن الواحد فبشار الاسد و نظامه الممثل للتيار المدنى بسوريا اعلن الحرب على كل من قام بثورة ضده الامر الذى دفع الاسلاميين هناك و المتمثليين فى الاخوان و السلفية بحمل السلاح و تكوين ما يسمى بجبهة النصرة او الجيش السورى الحر .
و بالنظر لكلا الصراعيين بتونس و سوريا فنجد انه لم يعبر عن ارادة اى من الشعبين بل دفعت تلك الشعوب ثمن ذلك الصراع فتهجر العديد من شعب سوريا و استبيحت اعراضهم و ادى الوضع بتونس لانهيار اقتصادى رهيب و ارتفاع معدل البطالة عما كان سابقه فى فترة حكم بن على .
الفرع الثانى : الصراع لدى الغرب :
بدأ الامر تقريبا منذ عصر النهضة و استضاح ملياً بعد قيام الثورة الفرنسية و انتشار شعاراتها ( العدل - الايخاء - المساواه ) و احتدم الصراع فى الحربين العالميتين الاولى و الثانية ثم الحرب الباردة بين السوفيت و الامريكان ثم الان الصراع الاسلامى الغربى و العربى الاسرائيلى .
عصر النهضة ؛ الصراع بين الكنيسة و العلم :
بعد حدوث حركات الانفتاح الفكرية على ايدى العديد من المفكرين و الفلاسفة كان هناك فزع داخل الكنيسة الكاثوليكية فقد انخفض مقدار تاثيرها على العامة و فقدت العديد من سلطاتها بعد انتشار الافكار الداعية للتحرر و اعادة توليد لفظ الديمقراطية و التى فقدته اوروبا لمدة الفى عام .
فالكنيسةُ جمدت عند النصوص التي لا صلة لها بالإنجيل الذي أنزل على عيسى عليه السلام ، بل ضمنت الأناجيلَ المعتمدة لديها بعض النظريات والفلسفات التي تعارضُ العقول، وتناقض بعض النظريات العلمية، هذا في حين تفتحت أذهان الناس لكثير من المكتشفات والحقائق التي يدعمها البرهانُ العقلي، ويصدقُها الواقع الحسي .
فقد عانى العديد من العلماء من ويلات الكنيسة و منهم كوبرنيكوس، و جيوردانو برونو، وجاليليو، وإسحاق نيوتن، وبافون، ودوبو ... وغيرهم ، الا ان الامر قد حسم فى النهاية لصالح العلم مع بقاء الدين كعامل ثانوى فى حياة المواطن الاوروبى .
الثورة الفرنسية و الممالك الاوروبية :
و يقصد بذلك النظام هو اعتماد نظام الاسرة كاساس للتنظيم الاجتماعى بمعنى ان المجتمع يستمد كافة قوانينه الحاكمة من النظام الحاكم للاسره .
و لما كان ذلك النظام قديما قائما على صلة القرابة بين الافراد فان ذاك النظام هو المعبر عن المعتقدات و الافكار التى يتشاركها الافراد المكونين لهذه الاسرة ، فالاب هو رئيس الاسرة و المتحكم فى افرادها ، و بالتالى فان كافة الايدلوجيات الخاصة به هى معتقدات الاسرة اتها و من الصعب جدا على اى فرد من افراد الاسرة الاستغناء عنها .
الفرع الاول : مدى تأثير المبحث عند العرب :
تعد الشعوب العربية من اكثر تلك الشعوب تمسكا بذلك النظام و يجعله هو المصدر لكافة تشريعاته فتقليد الاسرة المتبع من قبل أفرادها هو ذلك التقليد الاجتماعى العام الذى يحكم الشعوب العربية ، فبالرغم من افتراق الشعوب العربية و انتشار العديد من الايدلوجيات داخل الجماعة الواحدة الا ان نظام الاسرة الابوية هو نظاما مقدسا و اى محاولة للخروج عنه يواجه من قبل المجتمع بشدة مفرطة .
فمثلا ان كنت شابا مصريا و لديك فكرا مغايرا لما نشأت عليه داخل الاسرة فان اى محاوله للتعبير عن تلك الافكار التى اعتنقتها فان اقل ما ستواجهه هى السخرية من الاسرة و افرادها ثم الاصدقاء ثم الزملاء و هكذا امام كل شخص طبع على عقله ذلك المعتقد السائد داخل الاسرة مما يددفع ذلك الى قيامك ايها الشاب الى صناعة الثورة داخل نفسه اولا ثم على النظام الابوى و ذلك من اجل افكاره بل قد يصل الامر الى محاولة فرضها بالقوة على افراد الجماعة مما يولد ذلك الانانية لدى الافراد و تصبح الاسرة مفككة و ان كان ظاهرها مترابطا و بهذا نصبح امام حالة من النفاق الاجتماعى الذى سيؤدى بالضرورة لخلق مجتمع باطنه فاسد و ظاهره فاضل ، مما يؤثر ذلك على سير الفرد داجل المجتمع فتصبح كل محاولاته للانتاج مدمرة و الفاعل هو المجتمع الابوى .
و عليه فاننا نكون بهذا امام حالة من الكفر بالحرية و ذلك اذا تم الاعتماد على ان الاسرة الابويه هى اساس المجتمع و ليس الفرد فلابد من اعتماد الفرد ، فالفرد هو المكون الرئيسى للجماعة فهو اساس موضع اللبنة .
الفرع الثانى : مدى تأثير المبحث عند الغرب :
الغاية لدى الغرب فى الاستغناء عن ذلك النظام مفاده عدم فرض الايدلوجية التربيويه من قبل رب الاسرة على اباؤه و ذلك بعد بلوغهم سنا معينا يكون الفرد قادرا فيه على تولى المسئولية بنفسه دون الحاجة لرب الاسرة .
الا ان التخلى الكلى من قبل المجتمعات الغربية عن هذا النظام خلق مجتمعات اخرى مصغرة تم تهميشها اما بصفة جزئية او كلية بالرغم من امتلاك تلك الدول لكافة الامكانيات ، و يعد اكثر الامثلة لذلك عالم المراهقين و الذى يعد اهماله صناعة لقنبلة موقوتة داخل المجتمع الغربى و ايضا العربى فكم من جريمة ترتكب و مرتكبها مراهق .
و عليه فان قيام المجتمع الغربى بالاستبعاد الكلى لذلك النظام يخلق فردا مفتقرا للقيم الاجتماعية ، و ايضا يخلق منه شخصا متمردا فبالرغم من استطاعة تلك الدول ان تستفيد من ذلك التمرد بتوجيهه للصالح العام و استغلال تلك القدرات لصناعة شخصا مسئولا ، الا انهم خلقوا تجويفا بين الفرد و الجماعة فاصبح ولاء الفرد لنفسه أكبر من ولائه للمجتمع فاصبح الفرد انانيا متمعا برزيلة الانانية و حب الذات و بهذا نكون امام حالة من حالات الكفر بالحرية حين تغلب مصلحة الفرد على الجماعة ، فالافضل اناء جيل حر يساعد على تطوير القديم و ابتكار الجديد منه دون استعلاء على القيم العليا للجماعة .
المبحث الثالث : صراع الايدلوجيات
المرجعية هى خلاصة الفكر الانسانى لدى جماعة معينة تكونت نتيجة الافكار السائدة لدى تلك الجماعة ، فهى تشمل العادات و التقاليد و طريقة الحياه للافراد داخل الجماعة ، فهى المرجع الاول للقوانين المحددة لدور الافراد داخل الجماعة الواحدة و النواهى و الاوامر فهى المنظم لكافة انواع الحياه داخل تلك الجماعة .
و لعل أكثر الصراعات التى نشهدها منذ بداية القرن العشرين و حتى الان هو صراع المرجعيات و كانت الحربين العالميتين الاولى و الثانية هى خير شاهد على ذلك ، و يعد التنافس بين الكتلة الغربية و الشرقية فى السبعينات و الثمنينات او مايسمى بالحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتى و الولايات المتحدة من اكثر الصور المعبرة عن ذلك الصراع ، و الذى لم ينتهى بتفكك الاتحاد السوفيتى و انما امتد ليشمل بقاع عديدة من الارض ليتحول لصراع علمانى شيوعى ، و اضيف اليها منذ السبعينات و بعد حرب افغانستان ضد السوفيت و الذى ظهر جلياً بعد انهيار الاتحاد السوفيتى الصراع الاسلامى العلمانى او ما يطلق عليه الصراع بين الغرب و الاسلام .
الفرع الاول : ثورات الربيع العربى :
امتازت تلك الانتفاضات فى بداية الامر بانها كمن قام على قلب رجل واحد و ان كان عنوانها هو عدم وجود قائدا لها بل كانت الشعوب العربية هى القائد بمختلف التوجهات الدينية و العرقية و دون نظر للفارق بين ذكر و انثى أو متدين و كافر .
الا انه و بعد الاطاحة بالحكام السابقين ظهر فيروس خطير و هو الصراع حول ما هى الايدلوجية المطبقة فظهر ما يسمى بالتيار السياسى الدينى أو التيار ذو الاتجاه اليمينى ( الاسلام السياسى ) و الذى يمثله الاخوان المسلمون الذى استطاعوا الوصول للحكم فى اغلبية دول الربيع و معاوينيهم السلفيون و ظهر ايضا التيار الليبرالى ( العلمانى ) و المستمدون لافكارهم من الغرب و هناك ايضا و بعد غياب التيار اليسارى ( الشيوعى ) و الذى كانت نواته فى الشرق الاوسط انقلاب 23 يوليو بقيادة الضباط الاحرار و الذى تبنى الاشتراكية عنوان لادارته .
و تعد دول الربيع العربى من أكثر المناطق حرارة لما فيها من صراعات المرجعيات ؛
ففى مصر :
منذ تولى الاخوان المسلمين مقاليد الحكم متمثلين فى مرشحهم د/ محمد مرسى فلم تهدأ الامور السياسية فى مصر كما كان متوقعا فى حالة انتخاب رئيس ، بل ذات الامر حدة من قبل المعارضة و التى تمثلت فى اكبر كتلتين الكتلة الاشتراكية بزعامة السيد/ حمدين صباحى و الكتلة الليبرالية بزعامة د/ محمد البرادعى و شباب الثورة من مختلف الاتجاهات .
فعمل الاخوان على نشر فكرهم باستخدام التجريح و التشويه فى اصحاب الايدلوجيات الاخرى و وصفهم لهم بالكفار الخارجين عن الملة الاسلامية و انه يجب على المسلم الا ينصاع وراء اصحاب الافكار الاخرى غير تلك النابعة من العقيدة او من الاقطاب الاسلامية حتى انتهى الامر بعزلهم فى 30/6/2013 .
و فى الوقت ذاته لعب الليبراليين على وتر الجهل و العنصرية المتفشى بالبلاد و ان الاسلاميين هم سبب هذا البلاء منذ اعادتهم للحياه السياسية مرة اخرى فى منتصف السبعينات ، الا انهم لم يراعوا ان فى دعواتهم للحرية انهم ايضاً يحرضون على العنصرية و اقصاء فريق سياسى هام ذو تاثير قوى ليس فقط بمصر و انما بالمنطقة العربية بأسرها و ان الليبرالية لا تتوقف على حد الحرية الفردية بل هى نظام متكامل يدعوا لحرية المجتمع فى الابداع النافع و الاختراعات المفيدة و التحرر من اى كيان اقتصادى معادى و قيام الدولة على أسس رأسمالية لا تستعبد البشر و انشاء لعقد اجتماعى يضمن للفرد حقوقه فى مواجهة الجماعة و يضمن للجماعة تحقيق الفرد لاهدافها التنموية للاستمرار فى مرتبة الارتقاء و التقدمية .
و لعبت الاشتراكية على وتر الناصرية و تاريخ الرئيس/ جمال عبد الناصر و ما حققه من نجاحات و خاصة القومية العربية و المساواه بين الاقطاعى و الفلاح بقانون الاصلاح الزراعى الا انهم لم يفعلوا شيئا يذكر سوى الكلام و كثرت اخطائهم مما جعل الناس تنفض جزئيا من حولهم الا من رحم ربى كالاشتراكيين الثوريين الذين مازالوا على العهد سائرون .
الامر فى مصر الان اصبح مبهماً و ان كنت انا اراه هكذا من قبل فلم ننال من ذلك الصراع سوى الانقسام لمؤيدين و معارضين و انتهى الامر بعزل و اقصاء فريق سياسى قوى لندخل مرة اخرى فى سلسة يبدو انه لا نهاية لها فى الصراع بين فريق يلعب دور المظلوم و اخر الظالم مع ان كلا الفريقين ظالمين لا يهتمون بالمواطن العادى فهم لا يؤمنون سوى بنجاح مرجعياتهم على حساب الاخر .
فى تونس :
بعد زوال حكم بن على اشتد الصراع بين الاسلاميين الرديكاليين و العلمانيين و الاشتراكيين حاملين افكار الحبيب بورقيبة فوصل الامر الى حمل بعض الاسلاميين السلاح فى مواجهة المواطن العادى و قام العلمانيين بمظاهرات عدة لمواجهة صمت الدولة و المسيطر عليها اخوان تونس المتمثلة بحركة النهضة و رئيسها راشد الغنوشى .
كما قامت العديد من الحركات التحررية بالعديد من الوقفات و يعد ابرزها الناشطة امينة السبوعى عضوة منظمة فيمن و التى انفصلت عنها لمعادات المنظمة للاسلام ، و يعد احدث ما تقوم به تونس الان هى دعوة التمرد المشابهة لتلك التى حدثت بمصر و اطاحت بحكم الاخوان .
فى سوريا :
وصل الامر لحدته بل عبر كافة الخطوط الحمراء فاقتتل اهل الوطن الواحد فبشار الاسد و نظامه الممثل للتيار المدنى بسوريا اعلن الحرب على كل من قام بثورة ضده الامر الذى دفع الاسلاميين هناك و المتمثليين فى الاخوان و السلفية بحمل السلاح و تكوين ما يسمى بجبهة النصرة او الجيش السورى الحر .
و بالنظر لكلا الصراعيين بتونس و سوريا فنجد انه لم يعبر عن ارادة اى من الشعبين بل دفعت تلك الشعوب ثمن ذلك الصراع فتهجر العديد من شعب سوريا و استبيحت اعراضهم و ادى الوضع بتونس لانهيار اقتصادى رهيب و ارتفاع معدل البطالة عما كان سابقه فى فترة حكم بن على .
الفرع الثانى : الصراع لدى الغرب :
بدأ الامر تقريبا منذ عصر النهضة و استضاح ملياً بعد قيام الثورة الفرنسية و انتشار شعاراتها ( العدل - الايخاء - المساواه ) و احتدم الصراع فى الحربين العالميتين الاولى و الثانية ثم الحرب الباردة بين السوفيت و الامريكان ثم الان الصراع الاسلامى الغربى و العربى الاسرائيلى .
عصر النهضة ؛ الصراع بين الكنيسة و العلم :
بعد حدوث حركات الانفتاح الفكرية على ايدى العديد من المفكرين و الفلاسفة كان هناك فزع داخل الكنيسة الكاثوليكية فقد انخفض مقدار تاثيرها على العامة و فقدت العديد من سلطاتها بعد انتشار الافكار الداعية للتحرر و اعادة توليد لفظ الديمقراطية و التى فقدته اوروبا لمدة الفى عام .
فالكنيسةُ جمدت عند النصوص التي لا صلة لها بالإنجيل الذي أنزل على عيسى عليه السلام ، بل ضمنت الأناجيلَ المعتمدة لديها بعض النظريات والفلسفات التي تعارضُ العقول، وتناقض بعض النظريات العلمية، هذا في حين تفتحت أذهان الناس لكثير من المكتشفات والحقائق التي يدعمها البرهانُ العقلي، ويصدقُها الواقع الحسي .
فقد عانى العديد من العلماء من ويلات الكنيسة و منهم كوبرنيكوس، و جيوردانو برونو، وجاليليو، وإسحاق نيوتن، وبافون، ودوبو ... وغيرهم ، الا ان الامر قد حسم فى النهاية لصالح العلم مع بقاء الدين كعامل ثانوى فى حياة المواطن الاوروبى .
الثورة الفرنسية و الممالك الاوروبية :
امتدت تأثير الثورة الفرنسية في أوروبا والعالم ، بنمو الجمهوريات والديمقراطيات الليبرالية وانتشار العلمانية وتطوير عدد من الأيدلوجيات المعاصرة.
الا انه منذ دعوات الثورة الفرنسية للحرية و الايخاء و المساواه اندلعت ضدها عدواة من قبل الممالك الاوروبية فى ذلك الوقت فحولت تلك الممالك القضاء على افكار الثورة الفرنسية خشية انتهاء عصر الكرسى الملكى الذى عرفته اوروبا منذ قرون طويلة و استبداله بالكرسى الجمهورى .
فحلفاء النظام الملكى ( النمسا و حلفائها ) حاولا الوقوف ضد فكرة تصدير الثورة خارج فرنسا لجميع انحاء اوروبا ، الامر الذى جعل النمسا تتحالف مع مملكة بروسيا الا ان الجيش الفرنسى الحق الهزيمة بالجيش البروسى الامر الذى عزز الفكرة الجمهورية و النظام الجمهورى و انتصرت ايدلوجية الليبرالية على الكنيسة و النظام الملكى الذى كان معمولا به فى اوروبا .
الحربين العالميتين الاولى و الثانية :
الحرب العالمية الاولى هى وليدة الصراعات الايدلوجية فبها انتهت عصر الممالك و تم الاعداد للحرب الباردة و كان عنوانها التفوق الحربى و الصناعى و زيادة المستعمرات بين الاطراف المتصارعة .
الا ان الحرب العالمية الثانية هى عنوان الصراع ففى الوقت الذى انتشرت فيه قيم الحرية و الديمقراطية ظهر بشرق اوروبا فكرة جديدة تعتمد على التفوق النوعى القائم على الارتقاء و اعادة لميلاد الدكتاتوريات الاوروبية القديمة و كان يطلق عليها النازية بزعامة (أدولف هتلر ) .
لم تكن تلك الحرب سوى مسلسل شديد المرارة لصراع الايدلوجيات فكانت أكبر دليل على تفضيل المصلحة و المرجعية على ارادات الشعوب فمن اجل اعلاء الديمقراطية الغربية المزعومة و التى كانت تحتل العديد من دول أسيا و أفريقيا و القضاء على الاسلوب الاستعمارى التى انتهجته المانيا و اليابان مات أكثر من 62 مليون انسان أغلبهم من المدنيين .
الفرع الثالث : الحرب الباردة :
نشأ هذا الصراع بين الاتحاد السوفيتى ( الكتلة الاشتراكية ) و بين الولايات المتحدة ( الكتلة الليبرالية ) عقب الانتهاء من الحرب العالمية الثانية و انتصار الحلفاء باكبر كارثة عرفت بهيروشيما و نجازاكى .
و لعل الانسانية تعلمت درساً هاماً هنا و هو يجب ان يكون الصراع اذا اضطر الانسان له باقل الخسائر البشرية و انه يجب ان يثمر عن فوائد تستفيد منها البشرية جمعاء ، فميزة هذا الصراع انه ادى الى تطور الحياة العلمية و التكنولوجية فى كافة المجالات فقد حدث طفرة فى علم الفضاء نتيجة التسابق بين القتين فى هذا المجال و ايضاً طفرة فى صناعة الاسلحة و الترسانات النووية و ظهر مفهوماً جديدا للحرب هى الحرب الغير مباشرة و يعد ذلك جليا فى الصراع العربى الاسرائيلى و حربى عام 1967 و عام 1973 .
الا انه لم يكن هذا الصراع الايدلوجى وردياً ؛ فقد سعت الولايات المتحدة الى استئصال الشيوعية من بقاع كثيرة و استجماع أكبر عدد ممكن من الحلفاء من الشرق الاوسط و أوروبا الشرقية ( المسيطر على أغلبها السوفيت ) ، فى الوقت نفسه كان السوفيت يدعمون الحركات الشيوعية فى جنوب غرب أسيا و أمريكا اللاتينية .
كما نتج عن هذا الصراع ازمات عديدة منها أزمة محاصرة برلين عام 1948 و الحرب
الكورية و الغزو السوفيتى لافغانسان و الذى يعد بداية النهاية لذلك الاتحاد و ظهور صراع آخر خلقته الولايات المتحدة و هو الصراع بين الغرب و الاسلام نتيجة معاونة الغرب للحركات المتشددة و حربها ضدهم ( الحرب على الارهاب ) ، كما ظهرت أزمة الصواريخ الكوبية و التى كانت تودى بحياة الكوكب بأسره .
الفرع الرابع : الصراع الاسلامى الغربى :
هذا الصراع ليس بجديد و لم ينشأ من الفراغ و لكنه سلسلة من صراع الحضارات فالصراع جذوره قديمة جدا قد ترجع لألف عام سابقة على تاريخنا المعاصر ؛ فحضارة الاسلام حضارة قديمة و هى ميلاد للعلم الحديث و التكنولوجيا و الحياه المدنية التى نعرفها الان و هى واجهت العالم الرومانى البابوى بعد انهيار الارسطية و الافكار السفسطائية فيه على يد الكنيسة .
الا ان هذا الصراع تجدد و لكن بشكل أكثر تطور و ذلك منذ اربعة قرون بداية من الحملة الفرنسية على مصر و حتى الان مروراً بالاحلال الذى قامته اوروبا لدول شمال أفريقيا و الكثير من الدول الاسلامية بعد الحرب العالمية الاولى و انتصار الغرب على العثمانيين ، و سوف نعرض بعض الصور من ذلك الصراع و مدى اثار ذلك على الفريقين .
صور الصراع الغربى الاسلامى :
تعتدد صور هذا الصراع و لعل أبرزها :-
1- الصراع العربى الاسرائيلى :
نشأ هذا الصراع حين أجتمع أعضاء الصهيونية العالمية بتحديد فلسطين وطناً قومياً لليهود ثم وعد بلفر و الذى يعد صورة واضحة من الصراع الاسلامى الغربى ثم انشاء اسرائيل و مسارعة الغرب للاعتراف بها .
تعد صورة الصراع الغربى الاسلامى هنا مستترة بعض الشىء فالغرب متمثلاً فى الولايات المتحدة يسعى فى هذا الصراع الى تحقيق أمن اسرائيل فى مواجهة جيرانها العرب و خاصة بعد سلسلة من الحروب ظهرت مساعدة الغرب لاسرائيل جلية فيها و ذلك بدعمهم لها بالاسلحة و المعدات المتطورة و التى لم يسبق لها الظهور على ساحة الحروب فى ذلك الوقت و تعد الحربان 5 يونيو 1967 و 6 أكتوبر 1973 شاهدتان على ذلك الصراع ؛ فالولايات المتحدة لازالت تضع العراقيل أمام عملية السلام بين فلسطين و اسرائيل و تمد الدولة العبرية بالعديد من الاسلحة التى تحقق لها التفرد النوعى فى هذا المجال كما تعتبر الولايات المتحدة منظمة الحركة الاسلامية ( حماس ) حركة ارهابية لانها تضر بمصلحة اسرائيل و أمنها .
2- الحرب على الارهاب و هجمات 11 سبتمبر :
تعد هجمات الحادى عشر من سبتمبر أو الثلاثاء الاسود هى عين النزاع و الصراع بين الغرب و العالم للاسلامى او ما يسميه البعض الصراع العلمانى الاسلامى ، فبعد تولى الرئيس السابق جورج بوش الابن حدث أكبر هجوم فى تاريخ الولايات المتحدة الامريكية أودى بحياة 2973 شخصاً الامر الذى دفع الولايات المتحدة الى شن حرباً سميت الحرب على الارهاب متهمة تنظيم القاعدة و زعيمها السابق أسامة بن لادن أنهم وراء الهجوم .
الفرع الثالث : الحرب الباردة :
نشأ هذا الصراع بين الاتحاد السوفيتى ( الكتلة الاشتراكية ) و بين الولايات المتحدة ( الكتلة الليبرالية ) عقب الانتهاء من الحرب العالمية الثانية و انتصار الحلفاء باكبر كارثة عرفت بهيروشيما و نجازاكى .
و لعل الانسانية تعلمت درساً هاماً هنا و هو يجب ان يكون الصراع اذا اضطر الانسان له باقل الخسائر البشرية و انه يجب ان يثمر عن فوائد تستفيد منها البشرية جمعاء ، فميزة هذا الصراع انه ادى الى تطور الحياة العلمية و التكنولوجية فى كافة المجالات فقد حدث طفرة فى علم الفضاء نتيجة التسابق بين القتين فى هذا المجال و ايضاً طفرة فى صناعة الاسلحة و الترسانات النووية و ظهر مفهوماً جديدا للحرب هى الحرب الغير مباشرة و يعد ذلك جليا فى الصراع العربى الاسرائيلى و حربى عام 1967 و عام 1973 .
الا انه لم يكن هذا الصراع الايدلوجى وردياً ؛ فقد سعت الولايات المتحدة الى استئصال الشيوعية من بقاع كثيرة و استجماع أكبر عدد ممكن من الحلفاء من الشرق الاوسط و أوروبا الشرقية ( المسيطر على أغلبها السوفيت ) ، فى الوقت نفسه كان السوفيت يدعمون الحركات الشيوعية فى جنوب غرب أسيا و أمريكا اللاتينية .
كما نتج عن هذا الصراع ازمات عديدة منها أزمة محاصرة برلين عام 1948 و الحرب
الكورية و الغزو السوفيتى لافغانسان و الذى يعد بداية النهاية لذلك الاتحاد و ظهور صراع آخر خلقته الولايات المتحدة و هو الصراع بين الغرب و الاسلام نتيجة معاونة الغرب للحركات المتشددة و حربها ضدهم ( الحرب على الارهاب ) ، كما ظهرت أزمة الصواريخ الكوبية و التى كانت تودى بحياة الكوكب بأسره .
الفرع الرابع : الصراع الاسلامى الغربى :
هذا الصراع ليس بجديد و لم ينشأ من الفراغ و لكنه سلسلة من صراع الحضارات فالصراع جذوره قديمة جدا قد ترجع لألف عام سابقة على تاريخنا المعاصر ؛ فحضارة الاسلام حضارة قديمة و هى ميلاد للعلم الحديث و التكنولوجيا و الحياه المدنية التى نعرفها الان و هى واجهت العالم الرومانى البابوى بعد انهيار الارسطية و الافكار السفسطائية فيه على يد الكنيسة .
الا ان هذا الصراع تجدد و لكن بشكل أكثر تطور و ذلك منذ اربعة قرون بداية من الحملة الفرنسية على مصر و حتى الان مروراً بالاحلال الذى قامته اوروبا لدول شمال أفريقيا و الكثير من الدول الاسلامية بعد الحرب العالمية الاولى و انتصار الغرب على العثمانيين ، و سوف نعرض بعض الصور من ذلك الصراع و مدى اثار ذلك على الفريقين .
صور الصراع الغربى الاسلامى :
تعتدد صور هذا الصراع و لعل أبرزها :-
1- الصراع العربى الاسرائيلى :
نشأ هذا الصراع حين أجتمع أعضاء الصهيونية العالمية بتحديد فلسطين وطناً قومياً لليهود ثم وعد بلفر و الذى يعد صورة واضحة من الصراع الاسلامى الغربى ثم انشاء اسرائيل و مسارعة الغرب للاعتراف بها .
تعد صورة الصراع الغربى الاسلامى هنا مستترة بعض الشىء فالغرب متمثلاً فى الولايات المتحدة يسعى فى هذا الصراع الى تحقيق أمن اسرائيل فى مواجهة جيرانها العرب و خاصة بعد سلسلة من الحروب ظهرت مساعدة الغرب لاسرائيل جلية فيها و ذلك بدعمهم لها بالاسلحة و المعدات المتطورة و التى لم يسبق لها الظهور على ساحة الحروب فى ذلك الوقت و تعد الحربان 5 يونيو 1967 و 6 أكتوبر 1973 شاهدتان على ذلك الصراع ؛ فالولايات المتحدة لازالت تضع العراقيل أمام عملية السلام بين فلسطين و اسرائيل و تمد الدولة العبرية بالعديد من الاسلحة التى تحقق لها التفرد النوعى فى هذا المجال كما تعتبر الولايات المتحدة منظمة الحركة الاسلامية ( حماس ) حركة ارهابية لانها تضر بمصلحة اسرائيل و أمنها .
2- الحرب على الارهاب و هجمات 11 سبتمبر :
تعد هجمات الحادى عشر من سبتمبر أو الثلاثاء الاسود هى عين النزاع و الصراع بين الغرب و العالم للاسلامى او ما يسميه البعض الصراع العلمانى الاسلامى ، فبعد تولى الرئيس السابق جورج بوش الابن حدث أكبر هجوم فى تاريخ الولايات المتحدة الامريكية أودى بحياة 2973 شخصاً الامر الذى دفع الولايات المتحدة الى شن حرباً سميت الحرب على الارهاب متهمة تنظيم القاعدة و زعيمها السابق أسامة بن لادن أنهم وراء الهجوم .
و قد ظهرت الحرب على لارهاب فى صوراً عدة كان أهمها الحرب على أفغانستان و اسقاط نظام طالبان حين رفض تسليم رئيس تنظيم القاعدة حينها أسامة بن لادن و الحرب على العراق و قد راح ضحية الحربان الالاف و حتى اليوم على أثر تلك الحروب ، كما سميت هذه الحرب بالحرب الصليبية العاشرة مما زاد عدد الهجمات على العالم الغربى و يعد أشهرها هجمات لندن عام 2005 و التى أسفرت عن مصرع 50 شخصا وإصابة ما يقرب من 700 اخرين .
كما يجب التنويه أن الولايات المتحدة فى تلك الفترة الاخيرة التى عرفت بالربيع العربى كانت مساندة للتيار السياسى الاسلامى و الذى معظمه من المتشددين و قد ذهب البعض الى ان ذلك يعد سلسلة من الصراع الاسلامى الغربى و اعادة لمسلسل الحرب على الارهاب حيث أن الولايات المتحدة هى التى قامت بإنشاء فكرة المجاهدين الاسلاميين فى فترة الحرب الباردة و ذلك إبان الغزو السوفيتى لافغانستان و تعد تلك الصورة ليست بغريبة فقد كان من قبل يوجد تعاون بين الاحتلال الانجليزى و حسن البنا مؤسس الاخوان المسلمين مؤسسى الاسلام السياسى الحديث و المؤسسة الفعلية لكافة الحركات الاسلامية الموجودة الان على الساحة لضمان الانجليز طاعة المستعمرة المصرية فى الحرب العالمية الثانية .
اذن يعد ذلك الصراعات من ابشع الصراعات البشرية فقد ادت الى ضياع الانسانية منذ نشأت الانسان و وجوده على هذا الكوكب .
خلاصة الأمر
أن الكفر بالحرية لهو أكبر خطيئة عرفتها البشرية فهى السبب فى الاقتتال بين أبناء الكوكب فالكافر بالحرية مخطأ فى حق نفسه قبل الاخريين .

تعليقات
إرسال تعليق